Page 23 - web

‫من كلمة‬
‫رئيس المنظمة الدولية‬
‫للشرطة الجنائية‬
‫(الإنتربول)‬
‫سعادة اللواء الدكتور‪/‬‬
‫أحمد ناصر الريسي‬
‫‪ISSUE No. 444‬‬ ‫يسهم التعاون وتبادل‬
‫المعلومات والخبرات بين الدول‬
‫الأعضاء في تحسين استجابة‬
‫االماقًناانووإنسلتلوقرا ًصراول‬ ‫أجهزة إنفاذ‬ ‫المنظمة بكافة أشكالها‪ ،‬وعلى رأسها الاتجار‬
‫‪21‬‬
‫عن الجرائم الإلكترونية بنسبة ‪ %15‬سنوياً‬ ‫فاليوم منظمة الإنتربول هي أكبر منظمـة‬
‫خلال السنوات القليلة القادمة‪ ،‬ليصل إلى‬ ‫شـرطية في العالم‪ ،‬ولنهجها في مكافحة‬
‫‪ 10.5‬تريليون دولار في عام ‪ .2025‬وتمثل‬ ‫الجرائم بكافة أشكالها تأثيرات كبيرة على‬
‫هذه الخسائر أكبر تحول للثروة الاقتصادية‬
‫في التاريخ‪ ،‬وهي أضخم بكثير من الأضرار‬ ‫جميع سلطات إنفاذ القانون‪.‬‬
‫الناجمة عن الكوارث الطبيعية خلال عام‬ ‫لـديـنـا اعتقاد راسـخ بـأن تعزيز تبادل‬
‫كامل‪ ،‬كما أن هذه الجرائم سـتدر على‬ ‫المعلومات والخبرات يعود بالنفع على جميع‬
‫مرتكبيها أرباحاً أكبر من الحجم العالمي‬ ‫البلدان الأعضـاء‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬نسعى إلى‬
‫لتجارة جميع أشكال المخدرات المحظورة‪.‬‬ ‫تمتين التعاون والتنسيق مع شركائنا من‬
‫واستجابة لهذه المعطيات‪ ،‬قامت منظمة‬
‫الإنتربول في العام الماضـي بتعزيز استخدام‬ ‫هيئات الشرطة المحلية والإقليمية‪.‬‬
‫قواعد البيانات الـ ‪ 19‬الخاصة بها بين جميع‬ ‫وفي هذا المقام‪ ،‬أنوه بأهمية التعاون بين‬
‫منظمة الإنتربول ومجلس وزراء الداخلية‬
‫الدول الأعضاء‪.‬‬ ‫العرب‪ ،‬الذي تكلل مؤخراً بتوقيع اتفاقية‬
‫حيث تؤدي هذه البيانات دوراً مهماً في‬ ‫بين الأمانة العامة للمجلس والأمانة العامة‬
‫تحديد هوية المجرمين لمكافحة الجريمة‬ ‫للإنتربول على هامش الاجتماع السـادس‬
‫لقادة الشـرطة والأمن في منطقة الشـرق‬
‫لبيئة أكثر‬ ‫بالبشر وتهريب المهاجرين‪ ،‬والجرائم المالية‬ ‫الأوسط وشمال إفريقيا في ليون شهر سبتمبر‬
‫وغسل الأموال والاحتيال المالي‪ .‬ونذكر هنا أن‬ ‫الماضي؛ بهدف تعزيز التعاون والتنسيق بين‬
‫قاعدة بيانات الإنتربول الدولية للاستغلال‬ ‫المجلس في مجال الأمن ومكافحة الجريمة‪،‬‬
‫الجنسي للأطفال أسهمت في مساعدة‬ ‫وضـمـان تنسيق الجهود وتفـادي الازدواجية‪،‬‬
‫المحققين حول العالم على تحديد ‪ 7‬ضحايا‬ ‫ووضع الآليات اللازمة لتبادل البيانات‬
‫اعتداء على الأطفال يومياً في المتوسط‪ .‬وتم‬
‫حتى الآن تحديد ‪ 30‬ألف ضحية في جميع‬ ‫والمعلومات بين الجانبين‪.‬‬
‫ولا شـك أن لهذه الشـراكات دوراً بارزاً في‬
‫أنحاء العالم‪.‬‬ ‫عمل الإنتربول وتفعيل آلياته‪ ،‬ففي عام‬
‫وحرصـت المنظمة على أن تكون الدول‬ ‫‪ 2022‬وحده‪ ،‬قامت المنظمة بتنفيذ أكثر من‬
‫الأعضـاء مجهزة بالشكل المناسـب لمواكبة‬ ‫‪ 40‬عملية‪ ،‬تمكن من خلالها أفراد الشـرطة‬
‫التهديدات الناشئة‪ ،‬والتعامل معها بصـورة‬ ‫في أنحاء العالم ضبط من مخدرات وأسلحة‬
‫استباقية‪ ،‬انطلاقاً من حقيقة أن العالم‬ ‫نارية ومنتجات غير مشروعة وأموال نقدية‪،‬‬
‫اليوم يعيش في قرية صغيرة‪ ،‬حيث يقف‬ ‫ووظفوا بيانات الاستخبارات الواردة من بلد‬
‫مؤشـر قـوة الإنتربول كشبكة واحدة عند‬ ‫لاعتقال مجرمين في بلد آخر‪ ،‬واستطاعوا‬
‫مسـتوى قدرات أضـعف الدول الأعضـاء –‬
‫خاصـة بالنسبة للجريمة العابرة للحدود‬ ‫وضع حد لمعاناة الضحايا وإنصافهم‪.‬‬
‫والجرائم الإلكترونية – ولهذا تطلب الأمر‬ ‫وكان للبلدان الأعضـاء في العالم العربي‬
‫تعزيز التعاون والشراكات وتبادل المعلومات‬ ‫مسـاهمات فاعلة في نجاح عمليات نوعية في‬
‫لتحسين استجابة أجهزة إنفاذ القانون‪ ،‬من‬
‫أجل بيئة أكثر أماناً واستقراراً لجميع الأفراد‬ ‫مكافحة الجريمة بكافة أشكالها‪.‬‬
‫وتتصدر الجرائم الإلكترونية مشهد‬
‫والمجتمعات‪.‬‬ ‫الأنشطة الإجرامية‪ ،‬ولهذا لا يمكن لأي‬
‫دولة أن تواجه هذه المشكلة بمفردها لتأمين‬
‫الحماية اللازمة لمواطنيها‪.‬‬
‫فمن المتوقع أن تزيد قيمة الخسائر الناتجة‬